"الإيمان" ١٢٢ (د) في "الفتن" ٤٢٧٣. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٤٠٠٦ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ, عَنْ عَمْرٍو, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَالَ: «يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِالْقَاتِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, نَاصِيَتُهُ وَرَأْسُهُ فِي يَدِهِ, وَأَوْدَاجُهُ تَشْخُبُ دَمًا, يَقُولُ: يَا رَبِّ قَتَلَنِي, حَتَّى يُدْنِيَهُ مِنَ الْعَرْشِ, قَالَ: فَذَكَرُوا لاِبْنِ عَبَّاسٍ التَّوْبَةَ, فَتَلَا هَذِهِ الآيَةَ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} [النساء: ٩٣] , قَالَ: مَا نُسِخَتْ مُنْذُ نَزَلَتْ, وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ؟).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، وتقدّموا.
و"رقاء": هو ابن عمر اليشكريّ، أبو بشر الكوفيّ، نزيل المدائن، صدوقٌ [٧] ٦٠/ ٨٦٦.
و"عمرو": هو ابن دينار.
وقوله: "ناصيته، ورأسه في يده": أي ناصية القاتل، ورأسه في يد المقتول، والجملة حالٌ بلا واو، بل الرابط هو الضمير، وفيها ضمير للقاتل والمقتول جميعًا، فيجوز أن تكون حالاً عنهما، أو عن أحدهما. قاله السنديّ.
وقوله: "حتى يدنيه" من الإدناء، وهو متعلّق بـ "يجيء"، أو يقول يكرر السؤال حتى يُدنيه، وضمير الفاعل للَّه تعالى، وضمير المفعول للمقتول، أو الفاعل للمقتول، والمفعول للقاتل. قاله السنديّ -رحمه اللَّه تعالى- (١).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الاحتمال الثاني هو الصواب؛ لما في رواية الطبرانيّ في "المعجم الكبير" ٣/ ٩٥/ ٢ - ٩٦/ ١، و"الأوسط" رقم (٤٣٧٥) بإسناد حسن بلفظ: "يجيء المقتول متعلّقًا رأسه بإحدى يديه، متلبّبًا قاتله بيده الأخرى، تشخب أوداجه دمًا، حتى يأتي به العرش، فيقول المقتول لربّ العالمين: هذا قتلني، فيقول اللَّه للقاتل: تَعِسْتَ، ويذهب به إلى النار".
وحديث ابن عباس - رضي اللَّه تعالى عنهما - هذا صحيح، أخرجه المصنّف هنا -٢/ ٤٠٠٦ - وفي "الكبرى" ٢/ ٣٤٦٨. وأخرجه (ت) في "التفسير" ٣٠٢٩. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٤٠٠٧ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, قَالَ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو, عَنْ أَبِي الزِّنَادِ, عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ, قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:
(١) "شرح السنديّ" ٧/ ٨٧.