للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والحديث متفق عليه، وأخرجه المصنّف هنا -٤٢/ ٢٢١٤ و٢٢١٥و ٢٢١٦ و ٢٢١٧ و ٢٢١٨ و ٢٢١٩ - وفي "الكبرى" ٤٢/ ٢٥٢٤ و ٢٥٢٥ و ٢٥٢٦ و ٢٥٢٧ و ٢٥٢٨ و ٢٥٢٩. وأخرجه (خ) في "الصوم" ١٧٦١ و ١٧٧١ و ١٩٤١ (م) في "الصيام" ٢٧٠٠ و ٢٧٠١ و ٢٧٠٢ (د) في "الصوم" ٢٠١٦ (ق) في "الصيام" ١٦٢٨ (الموطأ) في "الصيام" ٦٠٢ و ٦٠٣ (أحمد) ٧١٧٩ و ٧٢٨٩ و ٧٣٦٨. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٢١٥ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ, عَنِ الأَعْمَشِ, عَنْ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «مَا مِنْ حَسَنَةٍ, عَمِلَهَا (١) ابْنُ آدَمَ, إِلاَّ كُتِبَ لَهُ, عَشْرُ حَسَنَاتٍ, إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ, قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: إِلاَّ الصِّيَامَ, فَإِنَّهُ لِي, وَأَنَا أَجْزِي بِهِ, يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ, مِنْ أَجْلِي, الصِّيَامُ جُنَّةٌ, لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ, فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ, وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ, وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ, أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ, مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا غير مرّة، وشيخه هو ابن راهويه، و"جرير": هو ابن عبد الحميد.

وقوله: "يدع شهوته الخ" تعليل لاختصاصه بعظيم الجزاء. وعطف: "طعامه" من عطف الخاصّ على العامّ، فإن الشهوة تشمل الطعام وغيره. وفي رواية ابن خزيمة رقم -١٨٩٧ - من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه: "يدع الطعام، ويدع الشراب من أجلي، ويدع لذّته من أجلي، ويدع زوجته من أجلي". وعند الحافظ سمويه في "فوائده" من طريق المسيّب بن رافع، عن أبي صالح: "يترك شهوته، من الطعام، والشراب، والجماع من أجلي".

ووقع بأداة الحصر في رواية أحمد، ولفظه: "يقول اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: إنما يذر شهوته الخ"، وكذا عند سعيد بن منصور، ولفظه: "يقول اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: كلّ عمل ابن آدم هو له، إلا الصيام، فهو لي، وأنا أجزي به، وإنما يذر ابن آدم شهوته، وطعامه من أجلي" الحديث.

قال في "الفتح": وقد يفهم من الإتيان بصيغة الحصر في قوله: "إنما يذر الخ" التنبيه على الجهة التي يستحقّ الصائم ذلك، وهو الإخلاص الخاصّ به، حتى لو كان ترك المذكورات لغرض آخر كالتُّخَمَة لا يحصل للصائم الفضل المذكور، لكن المدار في هذه الأشياء على الداعي القويّ الذي يدور معه الفعل وجودًا وعدمًا، ولا شكّ أن من لم يَعْرِض في خاطره شهوة شيء من الأشياء طول نهاره إلى أن أفطر ليس هو في الفضل


(١) - وفي نسخة: "يعملها".