منها: بيان فضل الشهيد، حيث أكرمه اللَّه تعالى برفع فتنة القبر عنه. ومنها: إثبات فتنة المؤمنين في قبورهم. ومنها: فضل الصبر عند لقاء الأعداء في المعركة، وعدم الفرار منهم. ومنها: بيان سبب ما أكرم اللَّه تعالى به الشهيد برفع فتنة القبر عنه، وهو بذله نفسه، وصبره تحت بارقة السيوف. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٠٥٤ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, عَنِ التَّيْمِيِّ, عَنْ أَبِي عُثْمَانَ, عَنْ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ, عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ, قَالَ: الطَّاعُونُ, وَالْبَطُنُ, وَالْغَرَقُ (١) , وَالنُّفَسَاءُ, شَهَادَةٌ, قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ, مِرَارًا, وَرَفَعَهُ مَرَّةً إِلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -.
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (عبيد اللَّه بن سعيد) أبو قُدامة السرخسيّ، تقدّم قريبًا.
٢ - (يحيى) بن سعيد القطان البصريّ الثبت الحجة المشهور [٩] ٤/ ٤.
٣ - (التيميّ) سليمان بن طَرْخان، أبو المعتمر البصريّ، ثقة عابد [٤] ٨٧/ ١٠٧.
٤ - (أبو عثمان) النَّهْديّ -بفتح، فسكون- عبد الرحمن بن ملّ -مثلث الميم، ومشدد اللام- مخضرم ثقة ثبت عابد، من كبار [٢] ١١/ ٦٤١.
٥ - (عامر بن مالك) البصريّ، مقبول [٣].
روى عن صفوان بن أمية، وعنه أبو عثمان النهديّ، ذكره ابن حبّان في "الثقات". وقال ابن المدينيّ: لا أعرفه، ولا أعلم روى عنه غير أبي عثمان.
انفرد به المصنّف، روى له حديث الباب فقط.
٦ - (صفوان بن أميّة) بن خَلَف بن وهب بن حُذافة بن جُمَح القرشيّ الجُمَحيّ، أبو وهب، وقيل: أبو أميّة. قتل أبوه يوم بدر كافرًا، وأسلم هو بعد الفتح، وكان من المؤلفة، وشَهِد الْيَرْموك، روى عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وكان من أشراف قريش في الجاهلية والإسلام، وقيل: إنه مات أيام قتل عثمان، وقال المدائنيّ: مات سنة (٤١) وقال خليفة: سنة (٤٢).
علّق له البخاريّ، وروى له الباقون، وله عند المصنف ثلاثة أحاديث فقط: هذا، و ٤١٧١ حديث: "لا هجرة بعد فتح مكة … "، وحديث قصة سارق ردائه، كرره خمس مرّات في "كتاب قطع السارق". واللَّه تعالى أعلم.
(١) - وفي نسخة: "والمبطون، والغريق".