بمن لا يضيق الخنق ولا يحجر على الطباع ويقال تبات فلانة وألبسها الشيخ الخرقة وقد صارت من بناته ولم يقنعوا هذا لعب وخطأ حتى قالوا هذا من مقامات الرجال وجرت على هذه السنون وبرد حكم الكتاب والسنة في القلوب هذا كله من كلام ابن عقيل ﵁ فلقد كان ناقد مجيدا متلمحا فقيها أنشدنا أبو علي عبيد الله الزغواني قال أنشدنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري قالا أنشدنا أبو بكر العنبري لنفسه في الصوفية:
تأملت اختبر المدعين … بين الموالي وبين العبيد
فألفيت أكثرهم كالسراب … يروقك منظره من بعيد
فناديت يا قوم من تعبدون … فكل أشار بقدر الوجود
فبعض أشار إلى نفسه … واقسم ما فوقها من مزيد
وبعض إلى خرقة رقعت … وبعض إلى ركوة من جلود
وآخر يعبد أهواءه … وما عابد للهوى بالرشيد
ومجتهد وقته ريه … فإن فات بات بليل عنيد
وذو كلف باستماع السما … ع بين البسط وبين النشيد
يئن إذا أومضت رنة … ويزرأ منها زئير الأسود
يخرق خلقانه عامدا … ليعتاض منها بثوب جديد
ويرمي بهيكله في السعير … لقلع الثريد وبلع العصيد
فيا للرجال ألا تعجبون … لشيطان إخواننا ذا المزيد
يخبطهم بفنون الجنون … وما للمجانين غير القيود
وأقسم ما عرفوا ذا الجلال … وما عرفوه بغير الجحود
ولولا الوفاء لأهل الوفاء … سلقتهم بلسان حديد
فمالي يطالبني بالوصا … ل من ليس يعلم ما في الصدود
اضن بودي ويسخو به … وقد كنت اسخوا به للودود
ولكن إذا لم أجد صاحبا … يسر صديقي ويشجو الحسود