ثنا حماد بن زيد ثنا معاوية بن عباس الحرمي عن أبي قلابة أن عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه فبلغ ذلك النبي ﷺ فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه وقال:"يا عثمان إن الله ﷿ لم يبعثني بالرهبانية -مرتين أو ثلاثا- وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة".
أخبرنا محمد بن ناصر نا محمد بن علي بن ميمون نا عبد الوهاب بن محمد الغندجاني نا أبو بكر بن عبدان نا محمد بن سهل ثنا البخاري قال قال موسى ابن اسماعيل بن حماد بن زيد مسلم ثنا أبو معاوية بن قرة عن كهمس الهلالي قال أسلمت وأتيت النبي ﷺ فأخبرته بإسلامي فمكثت حولا ثم أتيته وقد ضمرت ونحل جسمي فخفض في البصر ثم صعده قلت أما تعرفني قال:"ومن" أنت قلت أنا كهمس الهلالي قال: "فما بلغ بك ما أرى" قلت ما أفطرت بعدك نهارا ولا نمت ليلا قال: "ومن أمرك أن تعذب نفسك صم شهر الصبر
ومن كل شهر يوما" قلت زدني قال: "صم شهر الصبر ومن كل شهر يومين" قلت زدني قال: "صم شهر الصبر ومن كل شهر ثلاثة أيام" أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ثنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوري نا أبو أحمد محمد بن الغطريف ثنا أبو بكر الذهبي ثنا حميد بن الربيع ثنا عبده بن حميد عن الأعمش عن جرير بن حازم عن أيوب عن أبي قلابة بلغ به ﷺ أن ناسا من أصحابه أحتموا النساء واللحم اجتمعوا فذكرنا ترك النساء واللحم فأوعدوا فيه وعيدا شديدا وقال: "لو كنت تقدمت فيه لفعلت" ثم قال: "إني لم أرسل بالرهبانية إن خير الدين الحنيفية السمحة".
قال المصنف ﵀ وقد روينا في حديث آخر عن النبي ﷺ أنه قال:"إن الله ﷿ يحب أن يرى آثار نعمته على عبده في مأكله ومشربه" وقال بكر بن عبد الله من أعطى خيرا فرؤي عليه سمي حبيب الله محدثا بنعمة الله ﷿ ومن أعطى خيرا فلم ير عليه سمي بغيض الله ﷿ معاديا لنعمة الله ﷿.
فصل قال المصنف ﵀ وهذا الذي نهينا عنه من التقلل الزائد في الحد قد انعكس في صوفية زماننا فصارت همتهم في المأكل كما كانت همة