الصوفية أخبرنا بن ناصر نا أبو عبد الله الحميدي نا أبو بكر أحمد بن محمد الأردستاني ثنا عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبي يقول بلغني أن رجلا قال للشبلي قد ورد جماعة من أصحابك وهم في الجامع فمضى فرأى عليهم المرقعات والفوط فأنشأ يقول:
أما الخيام فإنها كخيامهم … وأرى نساء الحي غير نسائها
قال المصنف ﵀ قلت واعلم أن هذه البهرجة في تشبيه هؤلاء بأولئك لا تخفي إلا على
كل غبي في الغاية فأما أهل الفطنة فيعلمون أنه تنميس بارد والأمر في ذلك على نحو قول الشاعر:
تشبهت حور الظباء بهم … إن سكنت فيك ولا مثل سكن
أصامت بناطق ونافر … بآنس وذو خلا بذي شجن
مشتبه أعرفه وإنما … مغالطا قلت لصحبي دار من
فصل: قال المصنف: لبس الفوط المرقعات قال المصنف وإنما أكراه لبس الفوط المرقعات لأربعة أوجه أحدها انه ليس من لباس السلف وإنما كان السلف يرقعون ضرورة والثاني أنه يتضمن ادعاء الفقر وقد أمر الإنسان أن يظهر نعمة الله عليه والثالث انه إظهار للزهد وقد أمرنا بستره والرابع انه تشبه بهؤلاء المتزحزحين عن الشريعة ومن تشبه بقوم فهو منهم.
وقد أخبرنا ابن الحسين نا بن المذهب نا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثنى أبي ثنا أبو النصر ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الحرسي عن ابن عمر قال قال رسول الله ﷺ:"من تشبه بقوم فهو منهم" وقد أنبأ نا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر قال أخبرني أبي قال لما دخلت بغداد في رحلتي الثانية قصدت الشيخ أبا محمد عبد الله بن أحمد السكري لأقرأ عليه أحاديث وكان من المنكرين على هذه الطائفة فأخذت في القراءة فقال أيها الشيخ أنك لو كنت من هؤلاء الجهال الصوفية لعذرتك أنت رجل من أهل العلم تشتغل بحديث رسول الله ﷺ وتسعى في طلبه فقلت أيها الشيخ وأي شيخ أنكرت علي حتى أنظر فان كان له أصل في الشريعة لزمته وان لم يكن له أصل في الشريعة تركته فقال