يقول: ألين للشيخ المجد الفقه كما ألين لداود الحديد.
قال: وبلغنا أن الشيخ المجد لما حج من بغداد فى آخر عمره، واجتمع به الصاحب العلامة، محيى الدين بن الجوزى، فانبهر له، وقال: هذا الرجل ما عندنا ببغداد مثله، فلما رجع من الحج التمسوا منه أن يقيم ببغداد، فامتنع، واعتل بالأهل والوطن.
قال: وكان حجه سنة إحدى وخمسين.
وفيها حج الشيخ شمس الدين بن أبى عمر، ولم يتفق اجتماعهما.
قال: وكان الشيخ نجم الدين بن حمدان مصنف «الرعاية» يقول: كنت أطالع على درس الشيخ المجد، وما أبقى ممكنا، فإذا حضرت الدرس أتى الشيخ بأشياء كثيرة لا أعرفها.
وقال ابن حمدان، فى تراجم شيوخ حران: صحبته فى المدرسة النورية بعد قدومى من دمشق. ولم أسمع منه شيئا، ولم أقرأ عليه. وسمعت بقراءته على ابن عمه كثيرا. ولى التدريس والتفسير بعد ابن عمه. وكان رجلا فاضلا فى مذهبه وغيره وجرى لى معه مباحث كثيرة، ومناظرات عديدة فى حياة ابن عمه وبعده.
قلت: وجدت لابن حمدان سماعا عليه.
وقال الحافظ عزّ الدين الشريف: حدث بالحجاز، والعراق، والشام، وبلده حران، وصنف ودرس. وكان من أعيان العلماء، وأكابر الفضلاء ببلده.
وبيته مشهور بالعلم والدين والحديث.
قال الذهبى: قال شيخنا: كان جدنا عجبا فى حفظ الأحاديث وسردها بلا كلفة، وحفظ مذاهب الناس.
وقال الذهبى أيضا: حكى البرهان المراغى: أنه اجتمع بالشيخ المجد، فأورد نسكتة عليه، فقال المجد: الجواب عنها من ستين وجها، الأول كذا، والثانى كذا، وسردها إلى آخرها، ثم قال للبرهان: قد رضينا منك بإعادة الأجوبة، فخضع وانبهر.