للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وحفظ بها القرآن. وسمع من عمه الخطيب فخر الدين، والحافظ عبد القادر الرهاوى، وحنبل الرصافى.

ثم ارتحل إلى بغداد سنة ثلاث وستمائة، مع ابن عمه سيف الدين عبد الغنى المتقدم ذكره أيضا. فسمع بها من عبد الوهاب بن سكينة، والحافظ بن الأخضر، وابن طبرزد، وضياء بن الخريف، ويوسف بن مبارك الخفاف، وعبد العزيز بن منينا، وأحمد بن الحسن العاقولى، وعبد المولى بن أبى تمام بن باد وغيرهم. فأقام ببغداد ست سنين يشتغل فى الفقه والخلاف والعربية وغير ذلك.

ثم رجع إلى حران واشتغل بها على عمه الخطيب فخر الدين.

ثم رجع إلى بغداد سنة بضع عشرة، فازداد بها من العلوم.

قرأ ببغداد القراءات بكتاب «المبهج» لسبط الخياط على بن عبد الواحد بن سلطان. وتفقه بها على أبى بكر بن غنيمة الحلاوى، والفخر إسماعيل، وأتقن العربية والحساب والجبر والمقابلة والفرائض على أبى البقاء العكبرى، حتى قرأ عليه كتاب «الفخرى» فى الجبر والمقابلة. وبرع فى هذه العلوم وغيرها.

قال الحافظ الذهبى: حدثنى شيخنا - يعنى أبا العباس ابن تيمية شيخ الإسلام حفيد الشيخ مجد الدين هذا - أن جده ربّي يتيما، وأنه سافر مع ابن عمه إلى العراق ليخدمه ويشتغل معه وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فكان يبيت عنده، فيسمعه يكرر علىّ مسائل الخلاف، فيحفظ المسألة، فقال الفخر إسماعيل: إيش حفظ هذا التّنين - يعنى الصغير - فبدر، وقال: حفظت يا سيدى الدرس، وعرضه فى الحال، فبهت فيه الفخر، وقال لابن عمه: هذا يجئ منه شئ، فعرضه على الاشتغال، قال: فشيخه فى الخلاف: الفخر إسماعيل، وعرض عليه مصنفه «جنة الناظر» وكتب له عليه سنة ست وستمائة «وعرض علىّ الفقيه الإمام العالم أوحد الفضلاء» أو نحو هذه العبارة وأخرى نحوها، وهو ابن ستة عشر عاما.

قال الذهبى: قال لى شيخنا أبو العباس: كان الشيخ جمال الدين بن مالك

<<  <  ج: ص:  >  >>