للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصوفية، وما من قبيحة من القبائح، ولا بدعة من البدع، إلا قد سمعها مشايخ وشباب أيضا، وقد علم الناصح أنواع الأدلة، فهل وجد فيها فعل المشايخ من الصوفية؟ وإن كان هذا دليلا فليضمه إلى أدلة الشرع المذكورة، ليكون دليلا آخر، يغرب به على من قبله، ويكون هذا الدليل منسوبا إليه، معروفا به، ولكن لا ينسبه إلى مذهب أحمد؛ فإن أحمد وغيره من الأئمة بريئون من هذا»

وللناصح رحمه الله تعالى تصانيف عدة، منها: كتاب «أسباب الحديث» فى مجلدات عدة، وكتاب «الاستسعاد بمن لقيت من صالحى العباد فى البلاد» وقد وقفت عليه بخطه، ونقلت منه فى هذا الكتاب كثيرا، وكتاب «الأنجاد فى الجهاد» صنفه بحلب، وقال: لما فرغت من تصنيفه، رأيت فى المنام كأنى جالس، وإذا بالنبى صلّى الله عليه وسلم قد مرّ بى، وبينى وبينه قدر ذراع، فقال: سلام عليكم، فرددت السلام، فلما استيقظت استبشرت، وقلت: أريد السلام عليه عند حجرته، شكرا له، قال: فحججت ذلك العام، قال: وكان أبو اليمن الكندى، قد أخذ على ابن نباتة فى خطبه كلمات من جهة اللغة، وفى قوله «الحمد لله الذى اختار البقاء لنفسه وارتضاه» قال: وكنت نظرت فى خطب ابن نباتة، فأخذت عليه مواضع كثيرة من حيث المعانى، واعتذرت عنه فى قوله:

«واختار البقاء لنفسه» وحملته على محمل يصح، ثم قرأت هذا الكتاب على الكندى بحضرة جماعة، فتغير وجهه، وصار يقول فى بعض المواضع: ما أراد هذا فأقول: يسمع سيدنا الشيخ تمام الفصل، فإن أراد كذا، فباطل بكذا، قال:

وكان مجلسا مشهودا.

وقال الحافظ الذهبى فى تاريخه: للناصح خطب ومقامات، وكتاب «تاريخ الوعاظ» وأشياء فى الوعظ، قال: وكان حلو الكلام، جيد الإيراد، شهما مهيبا، صارما. وكان رئيس المذهب فى زمانه بدمشق.

وقال ابن النجار: كان فقيها، فاضلا، أديبا، حسن الأخلاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>