أو اقتباس شئ من أخلاقه أو أوراده، وغير ذلك. وكان يذم نفسه ذمّا كثيرا، ويحقرها ويقول: إيش يجئ منى؟ إيش أنا؟ وكان كثير التواضع.
سمعت الشيخ موفق الدين قال: ما رأيت من اجتمع فيه من خلال - كانت فى الشيخ العماد - كان أكثر ذمّا لنفسه منه. ولقد حضرت عنده مرة، وقد أخذته الريح، وكان لا يقدر على الكلام فوقفت، فلما قدر على الكلام شرع فى ذم نفسه. وقال: اللهم أصلح فساد قلبى. وجعل ينوح على نفسه: أنا كذا، أنا كذا حتى أبكانى.
وسمعت الإمام أبا عبد الله يوسف بن عبد المنعم بن نعمة المقدسى يقول:
كنت أكتب طبقات السماع على الشيخ العماد. فكنت أكتب: الشيخ الإمام العالم الزاهد الورع. فخاصمنى على ذلك خصومة كثيرة.
ثم ذكر الضياء من كرمه وحسن عشرته: أن بعض أصحابه كانت تكون له الحاجة إليه، فيمضى إلى بيته. فيقيم عنده اليوم واليومين. قال:
وما رأيته يشكى من ذلك شيئا. قال: وما أظن أنى دخلت عليه قط، إلا عرض علىّ الطعام.
قال: ولم يزل هذا دأبه، من وقت ما عقلنا، وكان يتفقد الناس، ويسأل عن أحوالهم كثيرا. وربما بعث إلى الناس نفقة سرا.
وذكر عدة حكايات عنه، منها: أنه كان إذا غاب أحد من إخوانه أرسل إلى بيته النفقة وغيرها، وربما جاء بنفسه إليهم، قال: وربما كان بعض الناس يرسل إليه يشترى له حاجة، فربما زاد على ثمنها من عنده، ولا يعلمه بذلك. وكان يلقى الناس بالبشر الدائم.
قال: وسمعت عن بعض أهله، أنهم قالوا: ربما كنا نؤذيه، فما يغضب علينا، ويقول: الذنب لى، وأنه كان يدعو لمن ظلمه ويحسن إليه.
قال: ولقد كان أعار داره التى فى الدير لابن أخيه عزّ الدين أبى الفتح مدة