للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال المنذرى: سنة أربع وأربعين، وهاجر إلى دمشق مع جماعتهم سنة إحدى وخمسين؛ لاستيلاء الفرنج على أرضهم.

وقرأ القرآن. وسمع من أبى المكارم بن هلال، وعبد الرحمن بن على الخرقى، وغيرهما، وحفظ غريب القرآن للعزيزى، ومختصر الخرقى فى الفقه.

ورحل إلى بغداد مرتين. أولاهما: مع الشيخ الموفق، سنة تسع وستين، فقرأ القرآن على أبى الحسن البطائحى، وسمع من أبى محمد بن الخشاب، وصالح بن الرحلة، وشهدة الكاتبة، والشيخ عبد المغيث الحربى وغيرهم.

وسمع بالموصل من خطيبها أبى الفضل الطوسى، وتفقه ببغداد على أبى الفتح ابن المنى، حتى برع وناظر وأفتى، ورجع إلى دمشق، وأقبل على أشغال الناس ونفعهم.

قال الشيخ موفق الدين - فى حق العماد، لما سئل عنه -: كان من خيار أصحابنا، وأعظمهم نفعا، وأشدهم ورعا، وأكثرهم صبرا على تعليم القرآن والفقه، وكان داعية إلى السنة، وتعليم العلم والدّين. وكان يقرى الضعفاء الفقراء، ويطعمهم ويبذل لهم نفسه. وكان من أكثر الناس تواضعا، واحتقارا لنفسه وخوفا من الله تعالى. وما أعلم أننى رأيت أشد خوفا منه. وكان كثير الدعاء والسؤال لله تعالى. وكان يطيل الركوع والسجود فى الصلاة، ويقصد أن يقتدى بصلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا يقبل من أحد يعذله فى ذلك. ونقلت له كرامات كثيرة.

وقال الحافظ الضياء: كان عالما بالقرآن والنحو والفرائض، وغير ذلك من العلوم. وصنف كتاب «الفروق فى المسائل الفقهية» وصنف كتابا فى الأحكام، لكنه لم يتمه. وكان مليحا. وكان من كثرة أشغاله واشتغاله لا يتفرغ للتصنيف والكتابة.

قال: وسمعت الشيخ موفق الدين يقول: ما نقدر نعمل مثل العماد رحمه الله؛

<<  <  ج: ص:  >  >>