للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إلى الخروج الأمر لا القسم؛ فإن من خرج لأجل قسمه ليس كمن خرج لأمر ربه

والثانى: أن المعنى نحن نعلم ما فى قلوبكم، وهل أنتم على عزم الموافقة للرسول فى الخروج؟ فالقسم ههنا إعلام منكم لنا بما فى قلوبكم. وهذا يدل منكم على أنكم ما علمتم أن الله يطلع على ما فى القلوب.

والثالث: أنكم ما أقسمتم إلا وأنتم تظنون أنا نتهمكم، ولولا أنكم فى محل تهمة ما ظننتم ذلك فيكم. وبهذا المعنى وقع المتنبى، فقال:

وفى يمينك ما أنت واعده … ما دل أنك فى الميعاد متهم

وسمعته يقول فى قوله تعالى: (٥:٢٥ {أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ)} قال: العجب لجهلهم حين أرادوا أن يلقى إليه كنز أو تكون له جنة. ولو فهموا علموا أن كل الكنوز له وجميع الدنيا ملكه. أو ليس قد قهر أرباب الكنوز، وحكم فى جميع الملوك؟ وكان من تمام معجزته أن الأموال لم تفتح عليه فى زمنه؛ لئلا يقول قائل قد جرت العادة بأن إقامة الدول، وقهر الأعداء بكثرة الأموال، فتمت المعجزة بالغلبة والقهر من غير مال، ولا كثرة أعوان، ثم فتحت الدنيا على أصحابه، ففرقوا ما جمعه الملوك بالشره، فأخرجوه فيما خلق له، ولم يمسكوه إمساك الكافرين، ليعلموا الناس بإخراج ذلك المال: أن لنا دارا سوى هذه، ومقرا غير هذا.

وكان من تمام المعجزات للنبى صلّى الله عليه وسلم: أنه لما جاءهم بالهدى فلم يقبل، سلّ السيف على الجاحد، ليعلمه أن الذى ابتعثنى قاهر بالسيف بعد القهر بالحجج.

ومما يقوى صدقه أن قيصر وكبار الملوك لم يوفقوا للايمان به؛ لئلا يقول قائل: إنما ظهر لأن فلانا الملك تعصب له فتقوى به، فبان أن أمره من السماء لا بنصرة أهل الأرض.

وقال فى قوله تعالى: (١٩:٢٥ {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ)} قال: المعنى:

<<  <  ج: ص:  >  >>