للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الخدمة إلا خرج أوقام عن موضعه، إلا الوزير فإنه التفت إلى الأفعى وهى تسرح على كمه حتى وقعت على الأرض، وبادرها المماليك فقتلوها، ولم يتحرك الوزير عن بقعته، ولا تغير فى هيئته ولا عبارته.

وللوزير رحمه الله تعالى من الكلام الحسن، والفوائد المستحسنة، والاستنباطات الدقيقة من كلام الله ورسوله ما هو كثير جدا.

وله من الحكم والمواعظ والكلام فى أصول السنة وذم من خالفها شئ كثير أيضا. ونذكر هنا بعض ذلك إن شاء الله تعالى.

قال ابن الجوزى فى المقتبس: سمعت الوزير يقول: الآيات اللواتى فى الأنعام (١٥١:٦ قل: {تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ)} محكمات، وقد اتفقت عليها الشرائع، وإنما قال فى الآية الأولى: {(لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) *} وفى الثانية: {(لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) *} وفى الثالثة: {(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؛ *} لأن كل آية يليق بها ذلك، فإنه قال فى الأولى: {(أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً)} والعقل يشهد أن الخالق لا شريك له، ويدعو العقل إلى بر الوالدين، ونهى عن قتل الولد، وإتيان الفواحش؛ لأن الإنسان يغار من الفاحشة على ابنته وأخته، فكذلك هو، ينبغى أن يجتنبها، وكذلك قتل النفس، فلما لاقت هذه الأمور بالعقل، قال: {(لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) *} ولما قال فى الآية الثانية: {(وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ) *} والمعنى: اذكر لو هلكت فصار ولدك يتيما، واذكر عند ورثتك، لو كنت الموروث له، واذكر كيف تحب العدل لك فى القول؟ فاعدل فى حق غيرك، وكما لا تؤثر أن يخان عهدك فلا تخن، فلاق بهذه الأشياء التذكر، فقال {(لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) *} وقال فى الثالثة:

{(وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ)،} فلاق بذلك اتقاء الزلل، فلذلك قال:

{(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)}.

قال: وسمعته يقول فى قوله تعالى: (٨٠:٣٨ {فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ)} قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>