للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عمرا كان صفوة ريعانه، أو الاجواد شهبا لكان هو الشمس التى إذا ظهرت خفيت الكواكب لظهورها، وإذا تأملها الراءون ردت أبصارهم عن شعاعها ونورها.

وللشيخ أبى الفرج بن الجوزى فى القاضى أبى يعلى هذا مدائح كثيرة.

فمن ذلك قوله يهنيه بقدوم رجب، أنشده عنه ابن القطيعى فى تاريخه:

تهن بشهر قد أتاك على يمن … يبشر بالإقبال والسعد والأمن

وعش سالما من كل منية حاسد … ومن شر ذى شر ومن كيدذى ضغن

ومر وانه وانعم واعل وانق وطب وجد … وعد وارق وازدد واسم بالفهم والذهن

تدبرت بالفكر السليم عواقب … الأمور ولم تقبل على مثمر الغبن

وسابقت أهل العلم حتى سبقتهم … فذو السبق منهم حين سعيك فى وهن

وكلهم فى الدين أضحوا كهيئة … وأصبحت فى الإسلام كالشرط والركن

وكم ليلة ناموا وبت مؤانسا … علوما أبت من لم يبت ساهر الجفن

إذا أنت جادلت الخصوم تجدلوا … لديك بلا ضرب يقد ولا طعن

وإن فهت بالتدريس نظمت لؤلؤا … وإن تسطر الفتوى فكالدر فى القطن

فبيتك معروف وعلمك ظاهر … وفضلك مشهور، فما حصل المثنى

عليك سوى تشريفه بمد يحكم … وإلا فعلم الناس فيكم بكم يغنى

وذكر ابن الجوزى فى كتابه التلقيح: أن أبا يعلى هذا هو الذى كان فقيه العصر فى الطبقة الرابعة عشر.

وصنف القاضى أبو يعلى تصانيف كثيرة، منها: «التعليقة» فى مسائل الخلاف كبيرة، و «المفردات»، وكتاب «شرح المذهب» وهو مما صنفه فى شبيبته، وكتاب «النكت والإشارات فى المسائل المفردات».

وقرأ عليه المذهب والخلاف جماعة كثيرة، منهم: أبو إسحاق الصقال وأبو العباس القطيعى، وأبو الحسن بن ورخز، وأبو البقاء العكبرى. وعلق عنه الخلاف بواسط يحيي بن الربيع الشافعى مدرس النظامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>