كيف لا تُستشار المرأة إذا كانت أهلا للمشورة، وقد استشار -صلى الله عليه وسلم- المرأة وأخذ بمشورتها في قضية تهم المسلمين بل قد أهمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم مشهود من أيامه -صلى الله عليه وسلم-.
أما سمعتم -رعاكم الله-: عن إحجام الصحابة عن حلق رؤوسهم يوم الحديبية، فلما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهم: قوموا فانحروا ثم احلقوا.
قال الراوي: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات؛ فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة رضي الله عنها فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فأخذ بمشورتها، فخرج ولم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك: نحر بُدنَه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً. كما عند البخاري في الصحيح.
فمن الذي أشار على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمرٍ فيه الرأي الرشيد؟ ومن الذي أزاح الهم عن نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ وليست هذه حادثة فريدة، فقد استشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرأة أخرى في قضية تُعد من أخطر القضايا، فقد سأل زينب بنت جحش عن عائشة رضي الله عنها بعد حادثة الإفك، وما جرى فيها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الهم. قالت عائشة: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأل زينب بنت جحش زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أمري،