وفيها أنه ما هاجر أحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا متخفياً غير عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-، فقد روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: أنه لما همَّ بالهجرة، تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى في يده أسهماً؛ وفيه أنه قال:(من أراد أن يثكل أمه، أو يوتم ولده، أو ترمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي) قال علي -رضي الله عنه-: فما تبعه إلا قوم من المستضعفين علمهم ما أرشدهم ثم مضى لوجهه.
ذكر هذه القصة ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(٤٤/ ٥١ - ٥٢) وابن الأثير في "أسد الغابة"(٤/ ١٤٤).
قلت: وفي إسنادها:
(١) الزبير بن محمد بن خالد العثماني.
(٢) عبد الله بن القاسم الأيلي.
(٣) وأبيه القاسم. لم أجد لهم تراجم.
قال العلامة المحدث الألباني -رحمه الله- في "دفاع عن الحديث النبوي والسيرة"(ص: ٥٢ - ٥٣): مداره على الزبير بن محمد بن خالد العثماني: حدثنا عبد الله بن القاسم الأملى -كذا الأصل، ولعله الأيلى- عن أبيه