(١٢) الصعدي في "النوافح العطرة"(ص: ١٦٩) رقم (٨٩٩).
(١٣) الألباني في "الضعيفة"(١/ ٤٢٩) رقم (٤٣٠).
التعليق:
قلت: لا شك أن هذا القول: (شاوروهنَّ وخالفوهنَّ) من الإجحاف في حق النساء، ففي كثير من الأحيان إذا أصاب الرجل الهمُّ لجأ -بعد الله تعالى- إلى أمِه طالباً منها المشورة والدعاء؛ أو ربما لجأ إلى حليلته يبثها شكواه فتخفف عنه من همه.
تأملوا حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما رجع من الغار بعد أن جاءه الملك رجع -صلى الله عليه وسلم- ترجف بوادره حتى دخل على خديجة رضي الله عنها فقال:(زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال: (أي خديجة مالي؟ قال: لقد خشيت على نفسي. قالت له خديجة: كلا. أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة رضي الله عنها حتى أتت به ورقة ابن نوفل … ) رواه البخاري ومسلم.
فمن آزر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهدَّأ من روعه وطمأنه إلا خديجة رضي الله عنها صاحبة العقل والرأي السديد، ولذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرف لها حقها وقدرها حتى بعد موتها.