للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمر له بعطاء.

-فبربك - هل علمت أحدًا من العالمين يقابل الإساءة بمثل هذا الإحسان غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

فَرَفْعُ الصوتِ، وجَذْبُ الرداءِ، وتَأثيره في عنقه - صلى الله عليه وسلم -، ومناداتُهُ باسمه المجرَّد، والفَظَاظَةُ في الرِّفادة وطلب المال، كل هذا يكون ردُّه بضحك في وجهه، والتفاتة بوجه طَلق، وخفض في الصوت، بل ويأمر فوق ذلك بأن يعطى من المال ما أراد، فأي خُلُق أحسن من حُسْن الخُلُق هذا.

قال الله - عز وجل -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [آل عمران: ١٥٩].

وقال عزَّ من قائل: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: ١٢٨].

تنبيه:

نقل بعض الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ما كان يضحك إلا تبسمًا حتى لا تُرَى لهواته.

كما في حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَجْمِعًا قَطُّ ضاحكًا حتى أرى منه لهواته، إنما كان

<<  <   >  >>