في مزاح الصحابة - رضي الله عنهم - والسلف ودعاباتهم
وبما أن القدوة الحسنة والمعلم الأول - صلى الله عليه وسلم - كان من هديه ممازحة إخوانه وأصحابه فإن سلف الأمة الصالح وأهل القرون المفضلة «وهم خير المتَّبعين له» لم يَفُتْهم أن يترسَّموا خُطَاه، وينهجوا نهجه في هذا الباب فعُلِمت عنهم أخبار فيها شيء من ذلك، وإليك بعضها.
أولًا: اشتهر بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بكثرة مزاحه، وبتعمُّده إضحاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن أولئك الصحابة أم المؤمنين سودة بنت زمعة - رضي الله عنها -.
من أمثلة ما روي عنها في هذا الباب:
ما رواه ابن سعد في الطبقات (٨/ ٥٤) من طريق أبي معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن إبراهيم قال: قالت سودة - رضي الله عنها - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صليت خلفك البارحة فركعتَ بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يَقْطِرَ الدم». قال: فضحك، وكانت تضحكه الأحيان بالشيء.