عنه -، إذ رآه مغضبًا، فمازحه بتكنيته بما لا يغضبه بل يؤنسه ويفرح به، فقد صحَّ أنه - رضي الله عنه - كان يفرح إذا دعي بأبي تراب.
ثامنًا:
روى أبو داود من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن العيزار بن حريث، عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: استأذن أبو بكر رحمة الله عليه على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسمع صوت عائشة عاليًا، فلما دخل تناولها لِيَلْطِمها، وقال: ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يَحْجِزُه، وخرج أبو بكر مغضبًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خرج أبو بكر:«كيف رأيتِني أنقذتُك من الرجل؟» قال: فمكث أبو بكر أيامًا، ثم استأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجدهما قد اصطلحا، فقال لهما: أدخلاني في سِلْمِكُمَا كما أدخلتماني في حربكما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قد فعلنا، قد فعلنا».