بالدعابة، وطلاقة الوجه والبشاشة، فلا يحسب جليسُهُ أن أحدًا أكرم عليه منه؛ يخالط أصحابه ويجالسهم ويمازحهم ويضحك مما يضحكون وربما تبسم - صلى الله عليه وسلم -.
فعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال:«جالست النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مائة مرة فكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت فربما تبسَّم».
وفي رواية:«فيتبسم معهم إذا ضحكوا».
وعن أبي مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال:«كنَّا نجالس النبي - صلى الله عليه وسلم - فما رأيت أطول صمتًا منه، وكانوا إذا أكثروا عليه تبسم».
وعن خارجة بن زيد بن ثابت قال: دخل نفر على زيد بن ثابت - رضي الله عنه -، فقالوا: حدِّثنا ببعض حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «وما أحدثكم؟ كنت جاره فكان إذا نزل الوحي أرسل إليَّ فكتبت الوحي، وكان إذا ذكرنا الآخرة ذَكَرها معنا، وإذا ذكرنا الدنيا ذَكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذَكَرهُ مَعَنا، فكل هذا أحدثكم