[٦٩٤٦] اختُلف في المراد بقوله: {عينًا فيها تسمى سلسبيلًا} على قولين: الأول: أنها سلِسة يُصرِّفونها حيث شاؤوا. الثاني: أنها شديدة الجِرْيَة. ورجَّح ابنُ جرير (٢٣/ ٥٦٤) العموم لإجماعِ أهل التأويل، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندي أنّ قوله: {تسمى سلسبيلًا} صفة للعين، وُصفتْ بالسّلاسة في الحَلْق، وفي حال الجري، وانقيادها لأهل الجنة يُصرِّفونها حيث شاؤوا. كما قال مجاهد، وقتادة. وإنما عنى بقوله: {تسمى}: تُوصف. وإنما قلتُ ذلك أولى بالصواب لإجماع أهل التأويل على أنّ قوله: {سلسبيلا} صفة لا اسم». وذكر ابنُ كثير (١٤/ ٢١٤) قولًا بأنّ السلسبيل اسم عين في الجنة. ونسبه لعكرمة. ثم رجَّح ما رجحه ابنُ جرير من عموم، فقال: «وهو كما قال». وذكر ابنُ عطية (٨/ ٤٩٥) أنّ كون السلسبيل مصروفًا يؤكد أنه صفة لا اسمٌ. ونَقل قولًا بأن المعنى: سَلْ سبيلًا إليها. وانتقده (٨/ ٤٩٦) مستندًا إلى اللغة، فقال: «وهذا قول ضعيف؛ لأنّ براعة القرآن وفصاحته لا تجيء هكذا، واللفظة معروفة في اللسان، وأنّ السلسل والسلسبيل بمعنى واحد متقارب».