ورجَّح ابنُ جرير (٢١/ ٤٤٦) -مستندًا إلى السنة- القول الثاني الذي قاله أنس، وابن زيد. وانتقد القول الأول، فقال: «وإنما قلنا ذلك أولى القولين بالصواب لصحة الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». وساق حديث أنس وما في معناه، ثم قال (٢١/ ٤٤٩): «ففي قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد». دليل واضح على أن ذلك بمعنى الاستزادة، لا بمعنى النفي؛ لأن قوله: «لا تزال» دليل على اتصال قول بعد قول». وبنحوه قال ابنُ عطية (٨/ ٥٠)، وابنُ تيمية (٦/ ٩٥ - ٩٦)، وابنُ كثير (١٣/ ١٩٣). وانتقد ابنُ القيم (٣/ ٢٥) القول الأول مستندًا للسنة، فقال: «والحديث الصحيح يرد هذا التأويل [حديث أنس وما في معناه]». وذكر ابنُ عطية (٨/ ٤٩) أنّ مّن قال بالقول الأول جعل قول النار: {هل من مزيد} على معنى التقرير ونفي المزيد، أي: هل عندي موضع يزاد فيه شيء، وعلَّق عليه بقوله: «ونحو هذا التأويل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وهل ترك لنا عقيل منزلًا»». وأنّ مَن قال بالقول الثاني جعل قولها: {هل من مزيد} على معنى السؤال والرغبة في الزيادة. وذكر أنّ الرّماني قال: إن المعنى: وتقول خزنتها. ثم رجَّح أنها القائلة، فقال: «والقول إنها القائلة أظهر». ولم يذكر مستندًا. وذكر (٨/ ٤٩ - ٥٠) أنه اختُلف في قول جهنم هل هو حقيقة أو مجاز؟ أي: حالها حال مَن لو نطق لقال كذا وكذا، فيجري هذا مجرى: شكا إلي جملي طول السُّرى ثم رجَّح القول بالحقيقة، فقال: «والذي يترجح في قول جهنم: {هل من مزيد} أنها حقيقة». ولم يذكر مستندًا.