للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث فقال: هو كَذِب، ثم قال: مَنْ حدَّث به؟ قلت: شيخٌ بالحربية يقال له: أحمد بن الحسن الصوفي.

وقال البرقاني عن الدارقطني: وَهِم فيه الصوفي وَهَمًا قبيحًا، وهو في "الموطأ" رواية سويد وغيره، عن مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر "أن النبي مُرْسَلًا - أهدى … ".

قال الخطيب: وقد تُوبع الصوفي عليه، عن سُويد، فالظاهر أن الوَهَم فيه منه (١). رواه أبو عبد اللّه بن الأَخْرم، وأبو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه، كلاهما عن يعقوب بن يوسف بن الأخرم، عن سويد. وهكذا رواه أبو الفتح الأَزْدي، عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ومحمدِ بن عَبْدة بن حرب، عن سويد، لكن ابن حربٍ متروك، والأزديُّ فيه نَظَر، والتعويل على رواية ابن الأَخْرم بمتابعة الصُّوفي، وبرئ الصوفي من عُهْدته.

ثم روى عن أبي داود السِّجِسْتاني قال: سمعت يحيى بن معين، وقال له الفضل بن سهل: سويد، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن أبي بكر "أن النبي أهدى جَمَلًا لأبي جَهْلٍ" فقال يحيى: لو أن عندي فَرَسًا خرجتُ أغزوه (٢).

قال أحمد بن كامل: مات الصُّوفي في رجب سنة ست وثلاث مئة.

قلت: آخِر من حدَّث عنه أبو الحسن علي بن عمر الحربي، والحديث الذي أنكره ابن معين على سُوَيد إنما رواه مالك في "الموطأ"، عن عبد اللّه بن أبي بكر بنِ عَمْرو بن حَزْم، عن النبي مرسَلًا، فأغرب سُويد بروايته له عن الزهري عن أنس، واشتهر عن الصُّوفي عن سُويد، وخالفه


(١) يعني من سُويد بن سعيد، كما هو صريح في "تاريخ بغداد" ٤: ٨٤.
(٢) يعني سُويدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>