الأعمى البَصَر والبَصِيرة، الذي قال اللّه فيه: ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾.
ثم قال: حدثنا عبد اللّه، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا المعتَمِر والوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ﵁:"سجد النبيُّ ﷺ خمس سَجَدات، ليس فيهنَّ رُكوع، وقال: أتاني جبريل فقال: يا محمد إن ربك يحبّ فاطمة فاسجُد فسجدتُ، ثم قال: إن اللّه يحب الحسنَ والحسين فسجدتُ، ثم قال: إن اللّه يحب من يحبُّهما … " الحديث.
وحدثنا عبد اللّه، حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا حزم القُطَعِيّ، عن ثابت، عن أنس ﵁ مرفوعًا:"من أحبَّنى فليحبّ عليًّا، ومن أبغض أحدًا من أهل بيتي حُرِم شفاعتي … " الحديث.
وحدثنا عبد اللّه، حدثنا الربيع بن ثعلب، حدثنا معتمر، عن أبيه، عن حميد، عن أنس … فذكر حديثًا باطلًا من جِنْس الذي قبله، انتهى.
وقد ذكره الحافظ أبو بكر الإسماعيلي في "معجم شيوخه" ولم يبيّن من حاله شيئًا، وشَرْطُه أن يبين من تُذَمّ طريقته في الحديث، فكأنه لم يَخْبَر حاله.
وقال الخطيب: كان غير ثقة.
وساق الجَوْزقاني حديثه المذكور، عن سريج، عن هشيم بسنده ثم قال: هذا حديثٌ حسن غريب. وتعقَّبه ابن الجوزي فيما قرأت بخطه: نعوذ باللّه من العصبية، فإن مصنِّف هذا الكتاب لا يخفى عليه أن هذا الحديثَ موضوع.
قلت: والعجب أن الجوزقاني أخرجه من طريق ابن عدي، وقد قال ابن عدي بعد تخريجه: هذا حديثٌ موضوع، وَضَعه عبد اللّه بن حفص هذا، وأملى عليَّ من حفظه أحاديث موضوعة، ولا أشك أنه هو الذي وَضَعه.
وقال الخطيبُ: هذا باطل سَنَدًا ومَتْنًا، ونُراه مما وَضَعه الوكيل، فإن رجال إسناده كلَّهم ثقاتٌ سِواه.