للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لفضيلته مواقف عديدة كان ينبه فيها السائل إلى فروع دقيقة في زوايا حواشي الفقه الشافعي.

ثم إنه شارك مشاركة قوية في الفقه الإسلامي عامة، ورفد ذلك منه اشتغاله الطويل بتدريس أحاديث الأحكام، ولذلك يرى القريب منه سعةَ صدر في الأحكام، وسماحة -لا تساهلًا- في الفتوى والتطبيق، لكنه يكره تتبع الرخص، والأخذ بشواذ الأقوال. اهـ.

قلت: كان الوالد يكره تتبع الرخص والأخذ بشواذ الأقوال كما ذكر الشيخ محمد عوَّامة حفظه الله، كما أنه لم يكن حرفيًا متعصبًا للمذهب الحنفي، بل كان يكره ذلك جدًّا ويَعيبُه، وله في ذلك مواقف عديدة في خروجه عن المذهب الحنفي منها ما كان بيني وبينه، ومنها ما حصل أمامي، وقد أخرج في ذلك رسالتين: "رسالة الألفة بين المسلمين" لابن تيمية، و "رسالة الإمامة" لابن حزم، في موضوع الاختلافات الفقهية.

وقد سُئِل في "الاثنينية" (١) السؤال التالي: إن هناك دائمًا خلافات بين العلماء على مسائل فقهية، وكل واحد منهم ينتمي إلى مذهب من


= ثم يهدي الشيخ عبد المقصود الضيف لوحة تذكارية، وهي عبارة عن قطعة على حذو كسوة الكعبة الشريفة زادها الله شرفًا ورفعة، فيكون في ذلك إكرام بعد إكرام. جزاه الله خير الجزاء وأجزله.
وقد كانت حفلة تكريم الوالد في ١٥/ ١١/ ١٤١٤ هـ، وكانت الاثنينية الثانية والخمسين بعد المئة. وتكلم فيها عن الوالد المشايخ والأساتذة: علي الطنطاوي، مصطفى الزرقا، محمد علي الهاشمي، محمد عوَّامة، أحمد البراء الأميري، أمين عبد الله القرقوري، محمد ضياء الصابوني. وهي في الجزء الحادي عشر من مجلدات الاثنينية ص ٥٩٦، المطبوع بعد وفاة الوالد رحمه الله تعالى.
(١) ١١: ٦٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>