للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البقري، وكان من أعيان جماعة المُباشرين، وسجنه في المقشرة نحو ست سنين؛ وضرب الأمير زين الدين الأستادار وسجنه بالبرج حتى مات به.

ومنها: أنه رسم بسلخ شخص يُسمى ابن الديوان، وكان أصله من حلب، فسلخه هو وولده في يوم واحد، وطافوا بهما في القاهرة.

ومنها: نفى جماعة كثيرة من الأينالية، وكانوا سببًا لسلطنته، منهم أزدمر الطويل حاجب الحجاب نفاه إلى بلاد الصعيد، ثم أرسل قطع رأسه؛ ومنهم: قانصوه الخسيف نفاه إلى مكة فمات بها؛ ونفى الأمير خير بك من حديد إلى مكة فأقام بها إلى أن مات وكان من أعزّ أصحابه؛ ونفى الصاحب خُشقدم الزمام إلى بلاد الصعيد فأقام بها إلى أن مات؛ ونفى جماعة كثيرة من الأمراء والأينالية في حظ نفس، ووسط في أيامه جماعة كثيرة من المباشرين، ومشايخ العربان، منهم: الأمير قاسم بن بيبرس بن بقر شنقه هو وابن المقسى في يوم واحد.

ومنها: أنه في أثناء دولته أراد أن يُبطل جميع الأوقاف التي على الحوامع والمدارس، ولم يترك لهم إلا ما يقوم بالشعائر فقط، فأمر بعقد مجلس فحضروا فيه [] (١) وشيخ الإسلام الشيخ أمين الدين ابن الأقصر أي الحنفي [] (٢) ذكروا ذلك للشيخ أمين الدين الاقصراي، فأظهر الحنق، ولم يوافق على ذلك، وأغلظ على السلطان في القول وانفصل المجلس مانع، وذلك ببركة الشيخ أمين الاقصراي رحمة الله عليه، فقام في ذلك قيامًا الله تعالى، كما قال الله (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَّبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرُ) [الكهف: ٢٩] انتهى ذلك.

ومما عُدَّ له من النواقص: أنه أبطل في أيامه خدمة القصر بالشاش والقماش، ولم يمش على طريقة الملوك السالفة حتى أن العسكر نسى طريقة الخدمة في القصر، وكان له طريقة في خدمته على القاعدة القديمة فنسي ذلك.

وأبطل في أيامه: تدوير المحمل الذي كان يُعمل في رجب؛ وأبطل الرماحة الذي (٣) كانوا يسوقون في أيام دوران المحمل، وكان ذلك من شعائر المملكة.


(١) يوجد بياض بمقدار كلمة أو كلمتين؛ وأظن أنها "الخليفة والقضاة الأربعة" كما ورد في: (بدائع الزهور ٣/ ١٣ - ١٤).
(٢) يوجد بياض بمقدار كلمة أو كلمتين؛ وأظن أنها "أن العسكر يحتاج إلى نفقة" كما ورد في: (بدائع الزهور ٣/ ١٤).
(٣) كذا في الأصل، والصواب "الذين".

<<  <   >  >>