للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أستادارياته الأمير تغري بردي القادري، ومن أستادارياته أيضا مجد الدين ابن البقري باشر الأستادارية في أيامه مُدّة يسيرة، وكذلك ابن كاتب غريب نيابة عن الأمير يشبك الدوادار.

وأما نساؤه: فخوند بنت المقر العلائي علي الشهير بابن خاص بك تزوجها في أثناء دولة الملك الأشرف أينال وأقام معها إلى أن مات ولم يتزوج غيرها من النساء؛ وخلف من الأولاد ولده المقر الناصر محمد الذي تسلطن بعده؛ وكان من سرية جركسية.

فهذا جملة ما عُدّ له من أنواع المحاسن؛ وأما ما ذكر له من المساوئ فكثيرة، ولا بد للمؤرخ أن يذكر ما كان للملوك من المحاسن والمساوئ، كما قيل في المعنى:

يرجو ويخشى حالتيك الورى كأنك الجنة والنار (١) … فمن مساوئه: أنه لما تولى السلطنة ندب (٢) الأمير يشبك الدوادار لما تولى الوزارة، فقطع لحوم الناس التي كانت لهم مرتبة من قديم الزمان تُصرف للنساء والأيتام والأرامل، وكذلك فعل بالجوامك.

ومنها: أنه أخذ من الأملاك والأوقاف أجرة سبعة أشهر، وكان غنيا عن ذلك.

ومنها: أنه صادر بعض التجار، وصادر طائفة اليهود والنصاري.

ومنها: أنه أقام شخصا من الأراذل (٣) يُسمى ناصر الدين ابن العظمة، واستقر به ناظر الأوقاف، فصار يشوش على جماعة من أعيان الناس ويُبهدلهم، فحصل منه الضرر الشامل (٤).

وفتح في مصر أبوابًا من أنواع الظُّلم، ومنها: أنه ضرب القاضي تاج الدين ابن المقسي ناظر الخاص بالمقارع في يوم شديد البرد في الأسطبل، ثم بعد مدة شنقه بعدما سمره على جمل وطاف به؛ ثُم بعد مُدة وسط مجد الدين ابن


(١) بحر السريع؛ لم يرد في بدائع الزهور؛ والبيت لأبي نواس من قصيدته التي مدح بها العباس بن الفضل بن الربيع. (انظر: المثل السائر ٣/ ١٧٦).
(٢) في الأصل "نذب".
(٣) في الأصل "الأرادل".
(٤) الخبر لم يرد في بدائع الزهور.

<<  <   >  >>