ولما مات الظاهر خُشقدم خلف من الأولاد، صبيين أحدهما مات صغيرًا في الفصل، والآخر عاش إلى أن تزوج ببنت الأمير أزدمر تمساح أحد الأمراء المقدمين، ورزق منها الأولاد، واستمر مقيمًا بالقاهرة، ولم يُسجن كعادة أولاد الملوك السافلة، وكان أبطال هذه السُنة السيئة في صحيفة الملك الأشرف قايتباي رحمه الله تعالى.
وكان صفة الملك الظاهر خُشقدم معتدل القامة، أبيض اللون مشرب بحمرة، مستدير الوجه، كبير اللحية قد شاب أكثرها، وكان متأنقًا في ملبسه، يركب بالمهاميز الذهب، والخُف المزركش بالذهب، والركب الذهب، وكان يبطن الأقبية الصوف بالمخمل الأحمر، وكان يلبس الصمور (١) الفاخر الذي لا يوجد، لكنه كان غير عفيف الذيل، ولولا أذى مماليكه في حق الناس لكان خيار ملوك الترك وكانت دولته ثابتة القواعد.
أما أتابكيته: فالمقر السيفي جرباش المحمدي المعروف بكرت، والمقر السيفي قائم التاجر، والمقر السيفي بلباي.
وأما دواداريته: فالمقر السيفي جاني بك نائب جدة، والمقر السيفي يشبك الفقيه المؤيدي.
وأما دو اداريته الثانية: فالأمير جاني بك كوهيه، والأمير خير بك مملوكه.
وأما قضاته الشافعية: فالقاضي شرف الدين يحيى المناوي تولى في أيامه مرتين، والقاضي علم الدين صالح البلقيني، والقاضي صلاح الدين المكيني، والقاضي أبو السعادات البلقيني، والقاضي ولي الدين الأسيوطي.
وأما قضاته الحنفية: فالقاضي سعد الدين الديري أولا، وابن الصواف، والقاضي محب الدين ابن الشحنة تولى في أيامه مرتين، والقاضي برهان الدين الديري.
وأما قضاته المالكية: فالقاضي سراج الدين السيد الشريف بن حريز.
وأما قضاته الحنابلة: فالقاضي عز الدين عز الدين الحنبلي.