للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِنْ خَانَكَ الدَّهْرُ فاصبر … ولا تقول قط ياليت

وذا خدم نجم سعدك … اعمل مع السعد ما شيت (١)

فخرج من الكرك في يوم الأحد سادس عشرين شوال، وكان معه لما خرج من الكرك نحو المائتين وخمسين إنسانًا، منهم تُرك نحو المائة فارس، فلما وصل إلى مكان يُقالُ له الثنيه (٢)، فتسامعت به العربان، فاجتمع عنده من العربان نحو ألف إنسان، ثم توجه من الثنيه إلى نحو الشام، وصار كلما يمر ببلدٍ خرج إليه أهلها، وتوجهوا معه ويحضروا له بالإقامات والعليق والضيافات، ثم حضر إلى عند الظاهر برقوق قراجًا المعروف بفرج الله، ومعه من العربان نحو مائة فارس، فقوي قلب الظاهر برقوق، فبينما هو في أثناء الطريق تلقاه حسام الدين بن باكيش في عسكر ثقيل، كما تقدم، فحين وقعت عين الظاهر برقوق عليهم فانهزموا أجمعين من وجهه، فلما انهزموا نهبوهم عسكر الظاهر برقوق وأخذوا كل مالهم من برك وقماش ودواب (٣) وسلاح، فقوي عسكر برقوق بذلك وترفع حالهم، ثم وصل إلى شقحب، فخرج إليه عسكر دمشق، فوقع بينهما هناك وقعة عظيمة، فقتل بها من الأمراء الشاميين ستة عشر أميرًا، ومن المماليك نحو خمسين مملوكًا، وقتل من عسكر برقوق نحو عشرة أنفس، وانكسر العسكر الشامي كسرة قوية، وانهزموا إلى دمشق (٤).

ثم جاءت الأخبار إلى القاهرة بأن أينال اليوسفي كان محبوسًا بقلعة صفد، فخرج وملك قلعة صفد، وسبب ذلك أن مملوكًا من مماليك الظاهر برقوق، يُقالُ لهُ يَلْبُغَا السالمي كان دوادار قُطلو بك النظامي نائب صفد، فلما خرج منها إلى الشام، ليُساعد نائب الشام على قتال الظاهر برقوق، فبقت صفد خالية بلا نائب، بلا عسكر.

فلما انتصر برقوق على عسكر الشام وكسرهم، اتفق يَلبُغَا السالمي مملوك الظاهر برقوق مع حاجب صفد ونائب القلعة، وأخرجوا الأمير أينال اليوسفي من السجن، وأخرجوا معه من المماليك المسجونين نحو مائتي مملوك، وملكوا قلعة صفد، فلما رجع نائب صفد وهو مكسور، فحضر إلى صفد، وأراد أن


(١) لم يرد ذكرهما في بدائع الزهور.
(٢) التي تعرف بثنية العقاب المشرفة على الغوطة. (خطط الشام، ١/ ٧٩).
(٣) في الأصل "ذواب".
(٤) الخبر جاء مفصلا عما ورد في بدائع الزهور. (انظر بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤١٦).

<<  <   >  >>