للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عثمان» (١). فصارت المفاضلةُ بين عثمانَ وعليٍّ عند أهلِ السنَّةِ قديمًا على ثلاثة مذاهب:

الأول: تقديمُ عثمان، والثاني: تقديمُ علي، والثالث: التوقُّفُ.

ويدلُّ للقول الأول حديثُ ابن عمر في البخاري (٢).

والذي استقرَّ عليه قولُ أهلِ السنَّةِ والجماعةِ أنَّ الخلفاءَ الراشدين ترتيبهم في الفضل على ترتيبهم في الخلافة، وبهذا يُعلَم الفرقُ بين تفضيلِ عليٍّ على عثمان، وتفضيلِ عليٍّ على أبي بكر وعمر، وأنَّ الأخيرَ مذهبُ الشيعةِ من الرافضة والزيدية، وهو المنكرُ والبدعةُ المخالفةُ للسُّننِ الصحيحةِ.

أمَّا مسألةُ تفضيلِ عليٍّ على عثمانَ فليست مما يُبدَّع القائلُ بها، لكن الذي يُنكَر هو الطَّعنُ في خلافة عثمان، فيجب الاعترافُ بأنَّ خلافتَه خلافةٌ راشدةٌ، وأنَّ الأربعةَ جميعًا هم الخلفاءُ الراشدون، وإذا أُطلِقُ لفظُ الخلفاءِ الراشدين انصرفَ إلى هؤلاء الأربعة.

وهؤلاء الأربعة هم أفضلُ الصحابةِ على الإطلاق.

ومن فضائل عليٍّ قولُه في غزوة خيبر: «لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله … » الحديث (٣).


(١) العقيدة الواسطية (ص ١١٧).
(٢) تقدم قريبًا.
(٣) أخرجه البخاري (٤٢١٠) -واللفظ له-، ومسلم (٢٤٠٦) عن سهل بن سعد .

<<  <   >  >>