هي باطلٌ مبنيٌّ على باطلٍ، فالقولُ بخلقِ القرآنِ مَبنيٌّ على نفي كلامِ الربِّ ﷾ وهذا باطلٌ.
فالناظمُ ﵀ بدأ بالنصِّ على ما يجب اعتقادُه في كلام اللهِ وفي القرآن، وحذَّرَ من بدعة الجهميةِ فيه.
فقال:(وقل غير مخلوق): وهذا إرشاد لكل طالبٍ للحق بأن يذهبَ مذهبَ أهلِ السنَّةِ والجماعةِ، فيقولَ ما قالوه في كلام الله:(غير مخلوق كلام مليكنا)، بل هو كلامُ اللهِ المنزَّلُ.
وقوله:(كلام مليكنا): تعبيرٌ بالأعمِّ، فالفرقُ بين كلامِ اللهِ والقرآنِ، أنَّ كلامَ اللهِ أعمُّ من القرآن، فكلامُ اللهِ يشمل ما سبق ممَّا أنزله في الكتب المتقدمة، فالتوراةُ والإنجيلُ والقرآنُ كلُّها كلامُ الله، وتكليمُ اللهِ لموسى، وخطابُه الملائكة، ونداؤُه الأبوين، كلُّ ذلك داخلٌ في كلام الله؛ فاللهُ تعالى لم يزل يتكلَّم بما شاء كيف شاء إذا شاء، والقرآنُ من كلام اللهِ.
فقولُ الناظمِ:(وقل غير مخلوق كلام مليكنا): يشمل القرآنَ وسائرَ الكتبِ، بل يشمل سائرَ ما يتكلَّمُ اللهُ به، وكلامُ اللهِ مطلقًا غيرُ مخلوقٍ، خلافًا للجهميةِ والمعتزلةِ، ومَن يقول: إنَّ كلامَ اللهِ مخلوقٌ؛ يقول: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ، وخطابُ اللهِ لموسى مخلوقٌ، فالمعتزلةُ تقول: إنَّ اللهَ كلَّم موسى بكلام مخلوق، خلقه في الشجرة، فالله خلق كلامًا في الشجرة سمعه موسى (١)، فالله عندهم إذا أراد أن يكلِّم أحدًا خَلَقَ كلامًا،