للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيُخْرِجُ اللهُ بشفاعة الشافعين أقوامًا من النَّار من أهل التوحيد من أهل الكبائر، وكلُّ هذا من دليل أهلِ السنَّةِ على خروج الموحِّدين من النَّار، وأنَّه لا يخلدُ في النَّار إلَّا أهلُ الشركِ والكفرِ، أمَّا الموحدون فإنَّهم لا يخلدون، وإن كانوا من أهل الكبائرِ.

فأهلُ الكبائرِ: حُكمهم في الدنيا أنَّهم ليسوا بكافرين، وليسوا مؤمنين مُطلقًا، لكنهم مؤمنون إيمانًا ناقصًا، فيُقال للفاسق: إنَّه مؤمنٌ بإيمانه فاسقٌ بكبيرته، أو مؤمنٌ ناقصُ الإيمانِ.

وأمَّا حُكمُهم في الآخرة: فإنَّهم تحتَ مشيئةِ اللهِ؛ إن شاء اللهُ غَفرَ لهم ولم يُعذِّبهم، وإن شاء عذَّبهم، ثمَّ يُخرجهم من النَّار بشفاعة الشافعين ممن يأذن له؛ إذ لا أحدَ يشفع عنده إلَّا بإذنه، أو يُخرجهم بمحض رحمتِه دون شفاعةِ شافعٍ، ومردُّ الفضلِ كله إليه .

وأشار الناظمُ إلى ما جاء في الأحاديث، من أنَّه: يخرج من النَّار أقوامٌ قد صاروا حُمَمًا، فيخرجون ضبائر - أي جماعات محترقين - فيبثون على أنهار الجنَّة، فينبتون كما تنبتُ الحِبة في حميلِ السيلِ (١)، مثل: حبات البذور البرية، تنبتُ النبتةُ في جانب الوادي عندما يقذفُ السَّيلُ بالغثاء على جانب الوادي، فينبتُ هؤلاء كما تنبتُ الحِبَّة في حَميلِ السيلِ (٢)، فينبتون ويحيون ويدخلون الجنَّةَ برحمتِه سبحانه.

فهذا مما يُثبته أهلُ السنَّةِ، ويجب الإيمانُ به، وهو خروجُ عُصاةِ الموحِّدين من النَّار.


(١) أخرجه مسلم (١٨٥ - ٣٠٦) عن أبي سعيد الخدري .
(٢) ينظر: فتح الباري (١١/ ٤٥٨).

<<  <   >  >>