للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بحرفٍ وصوتٍ، ولكنه قديمٌ كله لا تتعلَّقُ به المشيئةُ، ولا يحدثُ منه شيءٌ بعد شيءٍ.

فهم يتفقون مع الأشاعرة على أنَّ كلامَ اللهِ قديمٌ، وأنَّه لا تتعلَّقُ به المشيئةُ، لكن هؤلاء السالمية يقولون: إنَّه حروفٌ وأصواتٌ قديمةٌ، وأولئك يقولون: إنَّه معنىً واحدٌ لا تعدُّدَ فيه، وليس بحرف ولا صوت.

وأمَّا المذهبُ الرابعُ: فمذهبُ الكرَّامية.

وهؤلاء يقولون: إنَّ كلامَ اللهِ قائمٌ به، وإنَّه بحرفٍ وصوتٍ، وإنَّه يتكلَّمُ إذا شاء بما شاء، لكنهم يقولون: إنَّ الله تعالى صار متكلِّمًا بعد أن لم يكن، فجنس كلامِه حادثٌ، وهذا باطل عقلًا وشرعًا، ولا يخفى أن كل هذه المذاهب مخالفةٌ للعقل والشرع، ومتضمِّنةٌ تنقُّصَ ربِّ العالمين سبحانه، ولأصحابها شُبهاتٌ ومناقشاتٌ واستدلالاتٌ موجودة في الكتب المبسوطةِ ك «شرح الطحاوية»، وقد ذكر فيه مذاهب كثيرة في كلام الله (١)، وهذه المذكورةُ أشهرُها.

وأمَّا المذهبُ الخامسُ: فهو مذهبُ أهلِ الحقّ، أهلِ السنَّةِ والجماعة.

القائلين بأنَّ اللهَ -تعالى- لم يزل يتكلَّمُ بما شاء إذا شاء كيف شاء، وأنَّ كلامَه صفةٌ له قائمةٌ به، وأنَّه بحرفٍ وصوت، يُسمعه مَنْ شاء من


= السالمية في مذهبهم بين كلام أهل السنة وكلام المعتزلة مع تصوف. ولشيخ الإسلام كلام عن ابن سالم والسالمية في: درء التعارض (٤/ ١١١، ١٢٧، ١٢٩)، (٦/ ٣٠٤)، (١٠/ ٢٨٧)، ومجموع الفتاوى (١٢/ ١٦٦، ٣١٩، ٥٢٧). وينظر: طبقات الصوفية (ص ٣١٢)، وتاريخ الإسلام (٨/ ١٦١ رقم ٣٦٨).

(١) (١/ ١٧٢ - ١٧٤).

<<  <   >  >>