للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأنَّهم عارفون بالخالق، وقد ذكر ابنُ القيم مذهبَ جهمٍ هذا، وألزمه أنَّ الأممَ كلَّها مؤمنةٌ على قوله، فقال في «الكافية الشافية» (١):

واسْأل ثمودَ وعادَ بَلْ سَلْ قبلهم … أعداءَ نوحٍ أمَّةَ الطُوفَانِ

واسْأل أبا الجِنِّ اللَّعِينَ أتعرفُ ال … خَلَّاقَ أم أصبحتَ ذا نُكرانِ

واسْأل شِرَارَ الخلقِ أَعْنِي أمَّةً … لُوْطِيَّةً هم ناكحو الذُّكْرَانِ

واسأل كذاك إِمَامَ كُلِّ مُعَطِّلٍ … فِرْعَونَ مَعْ قَارُونَ مع هامانِ

هل كان فيهم مُنْكِرٌ للخالِقِ الرَّ … بِ العظيمِ مُكوِّنِ الأكوانِ

فليُبْشِروا ما فيهمُ مِنْ كافرٍ … هُمْ عِنْدَ جهمٍ كاملو الإيمانِ

فمذهبُ الإرجاءِ مقتضاه كفرٌ؛ لأنه جَحدٌ بكلِّ ما جاءت به الرسلُ من الوعيد على المعاصي، ومن الحكم بالكفر والردَّةِ على مَنْ ارتكبَ أسبابَها، فالذي يعتقدُ مثل هذا يكون كافرًا.

وأمَّا الطائفةُ الثالثةُ من مذاهب المرجئة: فمَن يقول: إنَّ الإيمانَ هو التصديقُ بالقلب فقط، فقولُه قريبٌ من قول جهمٍ، لكنَّه دونه، وهو مذهبُ


(١) (١/ ٦٦ - ٦٧).

<<  <   >  >>