للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما في هذا العصر فإن العلم إذا أُطلق انصرف في مفهوم كثيرٍ من المسلمين إلى العلوم الدنيوية؛ كالهندسة والطب وأنواع الصناعات، وفيها يتنافسون، وبها يفخرون، والله المستعان على ما يصفون.

ومما ينبغي التنبه له أن العلم الذي جاء به الوحي، وهو علمُ الكتاب والسنة هو الذي به الشرفُ والفضل عند الله؛ لأن به تزكو النفوس، وتصلح الأعمال، ويُهتدَى به، وهو حياة الأرواح، ونور البصائر، ولذا سماه الله روحًا ونورًا؛ قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ اللَّهِ﴾ [الشورى].

وليس للعلوم الدنيوية شيء من هذه الفضائل، فاختر لنفسك أيها العاقل.

والمقصود: أن العلم الشرعي ضروريٌّ للإنسان، فمنه ما هو فرضُ عين، وهو ما لا يقوم دينُ الإنسان إلا به، ومنه ما هو فرضُ كفايةٍ، فيجب على الأمة الإسلامية أن تتعلم كلَّ علوم الكتاب والسنة حتى يكون فيها مَنْ يعلم ميراثَ محمد ، فيكون ذلك سببًا في بقاء هذا الدين وبقاء العلم الموروث عن الرسول ، وهذا محقَّقٌ ولله الحمد؛ للضمان الذي ذكره الله في قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)[الحجر].

<<  <   >  >>