للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: ٢٢] فينبغي أن يكون التحزب لله، وكل حزبية سواه فهو باطل.

[فوائد الحديث]

١ - أن الخروج عن الجماعة خروج عن الإسلام.

٢ - أن النبي لا ينطق عن الهوى بل يأتمر بأمر ربه.

٣ - عظم شأن هذه الخصال الخمس.

٤ - أن الدعاء بدعوى الجاهلية من موجبات النار، وإن صلى وصام.

٥ - وجوب الدعوة بدعوى الإسلام، وعدم الاستعاضة عنها بمذاهب، وأفكار، وأحزاب، وعصبيات.

قوله: "وفي الصحيح" مراده في الصحيحين. وقد تقدم تخريجه.

قوله: «من فارق الجماعة قيد شبراً» قال بعض الشراح: إنَّما قصد بقوله: «شبراً» التقليل، ولو فارق الجماعة أقل من شبر فميتته ميتة جاهلية.

قوله: «فمات فميتته جاهلية» أي أنَّه مات كموت أهل الجاهلية الذين لم يكن لهم إمام ولا جماعة، وإنَّما هم فوضى يغزو بعضهم بعضاً، وينهب بعضهم بعضاً. وقد قيل:

لا يَصْلحُ النَّاسُ فَوْضَى لَا سَرَاةَ لَهُمْ *** وَلَا سَرَاةَ إِذَا جُهَّالَهُمْ سَارُوا (١).

قال ابن بطال : "في هذه الأحاديث حجة فى ترك الخروج على أئمة الجور، ولزوم السمع والطاعة لهم. والفقهاء مجمعون على أن الإمام المتغلّب، طاعته لازمة، ما أقام الجمعات والجهاد، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما فى ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء" (٢).


(١) البيت للأفوه الأودي في نهاية الأرب في فنون الأدب (٣/ ٦٤) والعقد الفريد (١/ ١١).
(٢) شرح صحيح البخاري لابن بطال (١٠/ ٨).

<<  <   >  >>