للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ - حَتَّى قَالَ - وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ يَتَهَلَّلُ، كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ) فذكره.

وليس في هذا مدخل لأهل البدع، لتسويغ بدعهم، بدعوى أن هذا الرجل قد سنَّ في الإسلام، فيسعهم الإحداث في الدين! يقال: نعم، هذا سنَّ في الإسلام، وأنتم سننتم من غير الإسلام؛ لأنَّ أصل الصدقة مشروع في الإسلام، فهو لم يبتدعها، وإنما استفتح العمل بها وأحياها، فتتابع الناس، فهذه سنة إسلامية، وليست بدعة أصلية أو إضافية.

قوله: «ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» هذا من شؤم البدعة، فالذي يُحدث في الإسلام ما ليس منه، مهما كان مسوغه، فإنَّه يحمل وزرها، ووزر من عمل بها، مع بقاء أوزارهم على ظهورهم، ألا ساء ما يزرون.

قوله: وله: مثله من حديث أبي هريرة ، ولفظه: «من دعا إلى هدى» الحديث، ثم قال: «من دعا إلى ضلالة» عبَّر مرةً بقوله: «من سنَّ» ومرةً بقوله: «ومن دعا» فكلمة: «من سنَّ» تدلُّ على السنة العملية وقوله «دعا» تدل على السنة القولية.

[فوائد الحديث]

١ - خطورة الابتداع وأنه أعظم وزرًا من المعاصي.

٢ - فضيلاة إحياء السنن الثابتة، واستفتاحها.

٣ - كمال عدل الله وفضله.

<<  <   >  >>