القومية، والعصبية القبلية، والأفكار الضالة، والمذاهب الردية. فكلُّ دعوة، سوى دعوة الإسلام، فهي من جُثى جهنم.
فينبغي لأهل الإيمان أن يحرروا ولاءهم لله ﷿، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة: ٥٥ - ٥٦] فلا يجوز الاعتزاء بعزاء الجاهلية، ولا يجوز الانتماء إلى أي رابطة سوى رابطة الدين والملة، كما قال الله ﷿: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: ١٠] وكما قال نبيه ﷺ: «وكونوا عباد الله إخواناً»(١).
قوله:"فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلى وصام؟، قال:«وإن صلى وصام» فعلم بذلك أن صلاته وصيامه لا يشفعان لدعاة الجاهلية من دخول النار.
قوله:«فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين، عباد الله» " فهذه هي هُويتك -أيها المؤمن- فلا تبحث عن هُوية سواها. وعلى طلبة العلم أن يُحذِّروا الناس من جميع الانتماءات التي تؤدي إلى تشقيق المسلمين وتفرقتهم، وإثارة النعرات بينهم، والتعصبات الجاهلية. وبعض السفهاء يوغر الصدور، وينشر التنابز بالألقاب بين الناس؛ إما بسبب أعراقهم، وأصولهم، وقبائلهم، وإما بسبب بلدانهم، وإما بسبب ألوانهم، أو غير ذلك من الأسباب. فكل هذا من جُثى جهنم، فلا يجوز أن تكون العصبية إلا للدين والملة، قال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ
(١) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر برقم (٦٠٦٥) ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر برقم (٢٥٥٩).