للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآية الثالثة: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ الصراط المستقيم: هو الدين القويم، والسنة المحكمة، فلا يجوز الحيدة عنه يمنة ويسرة. وليس المراد بالسبل هنا المعاصي؛ لأنَّ المعاصي ليست سبلاً، وإنما هي شهوات، والمراد بالسبل هنا: الديانات، والاعتقادات، والأهواء، والبدع، كما سيذكر قريبًا.

قال المصنف -رحمة الله-:

قال مجاهد: السبل: البدع والشبهات (١).

[الشرح]

السبل التي نهانا الله عن اتباعها هي: البدع والشبهات؛ لأنَّها تعارض أصل الملة، وليست المعاصي والشهوات. وربما وقع ممن هو على السبيل والسنة شيء من المعاصي والمحرمات، لكن هذا لا يخرجه عن السبيل والسنة، لا سيما إن تاب وأناب. لكن الخطر، كل الخطر، في البدع والشبهات التي تضل صاحبها، وتخرجه عن الملة، وقد قال النبي : «وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة» (٢)، فسبيل الله وصراطه هو ما كان عليه النبي وأصحابه.

[فوائد الآيات]

١ - وجوب الدخول في الإسلام.

٢ - بطلان ما سواه من الأديان، وردها.


(١) أخرجه الدارمي في مقدمته، باب في كراهية أخذ الرأي برقم (٢٠٩) والطبري في تفسيره جامع البيان ت شاكر (١٢/ ٢٢٩).
(٢) أخرجه ابن ماجه في كتاب الفتن، باب افتراق الأمم برقم (٣٩٩٣) وأحمد ط الرسالة برقم (١٢٢٠٨) وقال محققو المسند: "حديث صحيح بشواهده" وصححه الألباني.

<<  <   >  >>