للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المحجوبين) (١) ثم ذكر بعد ذلك سياق الأحاديث بكاملها.

[تنبيهات مهمة]

بعد شرح ما يتعلق بالنص الذي جاء في كلام المصنف يجدر التنبيه على أمور مهمة تتعلق بمسألة الرؤية، فمسألة رؤية الله ﷿ مُتشعبة؛ إذ تشتمل على المسائل الآتية:

• ما يتعلق برؤيته في الدنيا عيانًا.

• ورؤيته جل وعلا منامًا.

• ورؤية النبي لربِّه ليلة المعراج.

• ورؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة وفي الجنة.

• وكذلك رؤية المنافقين والكافرين له يوم القيامة.

ومسألة رؤية الله يُلحقها العلماء بباب الصِّفات، مع أن البحث في رؤية العبد لربه وليس العكس، ولكنهم يُلحقونها بباب الصفات ..

وأعطي نبذة عن هذه المسائل فأقول:

أولًا: رؤية الله في الدنيا يقظة:

رؤية الله في الدنيا يقظة غير واقعة شرعًا، وغير مُمكنة، وقد اتفقت الأمةُ على أن الله تعالى لا يراه أحدٌ في الدنيا بعينه، ولم ينازعوا في ذلك إلا ما شَذَّ من بعض غُلاة الصُّوفية؛ فقد زعموا أنه يجوز رؤية الله في الدنيا، وأنه يَزورهم ويَزورونه في الحضرة الإلهية ويَرَوْنه (٢)، وهؤلاء لا عبرة بخلافهم؛ إذ كله كذب ودجل.

ومَن ادَّعى رؤية الله في الدنيا بعيني رأسه فدعواه باطلة باتفاق أهل السنة والجماعة، وهو ضالٌّ.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية--في ردِّه على مَنْ زعم رؤية الله في الدنيا يقظة: «مَنْ قال من الناس: إن الأولياء أو غيرهم يرى الله بعينه في الدنيا فهو مبتدع ضالٌّ، مُخالف للكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة، لا سيما إذا ادَّعوا أنهم أفضل مِنْ موسى، فإن هؤلاء يُستتابون، فإن تابوا وإلا قُتلوا» (٣).


(١) حادي الأرواح ص ٢٣١
(٢) «المِلل والنِّحَل» للشَّهرستاني (١/ ١٠٥).
(٣) «مجموع الفتاوى» (٧/ ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>