قال: روينا، أو يروي عن النبي ﷺ كذا، وهذا الأدب الذي سلكه هو طريق حذَّاق المحدِّثين، وقد أهمله أكثر الفقهاء وغيرهم من أصحاب باقي العلوم.
ثمَّ له من التحقيق ما لا يدانا فيه، وهو اعتماده ما دلت عليه السنة الصحيحة عمومًا أو خصوصًا بلا معارض، فيذكر مذاهب العلماء، ثمَّ يقول في أحد المذاهب: وبهذا أقول، ولا يقول ذلك إلا فيما كانت صفته كما ذكرته، وقد يذكر دليله في بعض المواضع، ولا يلتزم التقيد في الاختيار بمذهب أحد بعينه، ولا يتعصب لأحد، ولا على أحد على عادة أهل الخلاف، بل يدور مع ظهور الدليل ودلالة السنة الصحيحة، ويقول بها مع مَن كانت، ومع هذا فهو عند أصحابنا معدود من أصحاب الشَّافِعِيِّ، مذكور في جميع كتبهم في "الطبقات".
قال الذَّهبيُّ - معلقًا - كما في "سير الأعلام"(١٤/ ٤٩١): "قلت: ما يتقيد بمذهب واحد إلا من هو قاصر في التمكن من العلم كأكثر علماء زماننا، أو من هو متعصب، وهذا الإمام فهو من حملة الحُجَّة، جارٍ في مضمار ابن جَرِير، وابن سُرَيج، وتلك الحلبة ﵏".
وقال ابن خلكان في "وفَيات الأعيان"(٤/ ٢٠٧): "كان فقيهًا عالمًا مُطَّلعًا … ومن كتبه المشهورة في اختلاف العلماء "كتاب