منهم، فقد قال الذَّهبِيُّ في ترجمته:"رأيت للسليمانيِّ كتابًا فيه حط على كبار، فلا يُسمع منه ما شذَّ فيه" ا هـ.
وليس من شأن ما هو شاذ أن يثبت أمام الحقائق الساطعة، فهي التي تمكث في الأرض، ويذهب الزبد جفاء، فقد ظل ابن حِبَّان متألقًا في حياته، بل وبعد وفاته، حتى إنَّ الناس كانوا يزورون قبره رغم أنف الحاسدين.
[نشره للعلم]
قال الشيخ شعيب:"تكاثر عليه الطلبة للأخذ عنه، والإفادة منه، ولتحصيل الأسانيد العالية قصده الطلبة من الآفاق، كما قال الحاكم: "وكانت الرحلة إليه لسماع كتبه" "سير أعلام النبلاء" (١٦/ ٩٤)، وكان يُقرئ، ويعلِّم في كل بلد يحل فيه، قال أبو سعد الإدريسيُّ: وفقَّه الناس بسمرقند.
وقال الحاكم: "انصرف إلينا في سنة سبع (يعني سبع وثلاثين وثلاث مئة)، فأقام عندنا بنيسابور، وبني الخانقاه، وقُرئ عليه جملة من مصنَّفاته" ا هـ.
وكانت رغبته في نشر العلم، وحرصه على بثه، وبذله، مصاحبًا لفراسة صادقة، وبصيرة نافذة، يستشف بهما من هو أهل للتعلم، فيخصه بمزيد من العناية، يقول الحاكم: "ورد نيسابور سنة ٣٣٤،