الفضل أحمد بن علي بن عمرو السُّليمانيِّ البيكنديِّ، من قرية بيكند قرب بخاري فمع أنه تلمذ لابن حِبَّان، وأفاد منه، فقد ترجمه في شيوخه في باب الكذَّابين، فقال: وأبو حاتم محمد بن حِبَّان بن أحمد البستيُّ، قدم علينا من سمرقند سنة ٣٣٠ أو ٣٢٩، فقال لي أبو حاتم سهل بن السري الحافظ:"لا تكتب عنه، فإنه كذابٌ، وقد صنَّف لأبي الطيب المصعبيِّ كتابًا في القرامطة، حتى قلده قضاء سمرقند، فلما أخبر أهل سمرقند بذلك أرادوا أن يقتلوه، فهرب، ودخل بخاري، وأقام دلّالًا في البزَّازين، حتى اشترى له ثيابًا بخمسة آلاف درهم إلى شهرين، وهرب في الليل، وذهب بأموال الناس".
ويذكر أبو عبد الله الحاكم أنَّ السُّليمانيَّ هذا سأله: كتبتَ عن أبي حاتم البستيِّ؟ فقلت: نعم، فقال: إياك أن تروي عنه، فإنه جاءني، فكتب مصنفاتي، وروي عن مشايخي، ثمَّ إنه خرج إلى سِجستان بكتابه في القرامطة إلى ابن بابو حتى قبله، وقلده أعمال سِجستان، فمات بها.
قال السُّليمانيَّ:"فرأيتُ وجهه وجه الكذَّابين، وكلامه كلام الكذَّابين". انظر "معجم البلدان"(بُست).
وطعن السُّليمانيَّ هذا مردودٌ غير مسموع، لأنه شاذٌّ مخالف الأقوال جمهور الأئمة، ثمَّ إنَّ السُّليمانيَّ على جلالة قدره قد عُرف عنه طعنه لعدد من العلماء الثقات لم يكن ابن حِبَّان عنده أحسن حالًا