أمَّلْته، أو أردته، قال الله تعالى:{لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا} أي لا يريدونه، والاسم الرجاء بالمد، ورجَيته، أرْجِيه، من باب رَمَى لغة. قاله في المصباح (عفو الله عز وجل) بالنصب مفعول أرجو.
(والله ما كنت قط) قال في "ق": وما رأيته قَطُّ -بفتح القاف وضم الطاء المشددة- ويضمان، ويخففان، وقَطِّ، بالتشديد مجرورة: بمعنى الدهر، مخصوص بالماضي، أي فيما مضى من الزمان، أو فيما انقطع من عمري. وقال أيضًا: وتختص بالنفي ماضيًا، وتقول العامة: لا أفعله قطُّ، وفي مواضع من البخاري جاء بعد المثبت، منها في الكسوف:"أطول صلاة صليتها قط". وفي سنن أبي داود:"توضأ ثلاثًا قطُّ". وأثبته ابن مالك في الشواهد لغة، قال: وهي مما خفي على كثير من النحاة. اهـ.
ونظم شيخنا عبد الباسط بن محمد المِنَاسِيّ رحمه الله لغات "قط" المذكورة، فقال [من الرجز]:
(أقوى، ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك فقمت، فمضيت) أخذ المصنف رحمه الله تعالى منه جواز الخروج من المسجد دون أن يصلي ركعتين، فيكون من جملة صوارف الأمر إلى الاستحباب أيضًا.