ينافيه وصفه في الحديث بأن البراق أبيض لأن البرقاء من الغنم معدودة في البياض.
ويحتمل أن لا يكون مشتقًا، قال ابن أبي جَمْرَةَ: خُصَّ البراق بذلك إشارة إلى الاختصاص به، لأنه لم ينقل أن أحدًا ملكه، بخلاف غير جنسه من الدواب، قال: والقدرة كانت صالحة لأن يَصْعد بنفسه من غير براق، ولكن ركوب البراق كان زيادةً له في تشريفه، لأنه
لو صَعدَ بنفسه لكان في صورة ماش، والراكب أعز من الماشي. قاله في "الفتحَ". جـ ٧ ص ٢٤٦، ٢٤٧.
(ثم انطلقت): أي ذهبت، وذلك بعد ركوبه على تلك الدابة، لما في رواية البخاري، "فحُملْتُ عليه"، وفي رواية لأبي سعيد في شرف المصطفى "فكان الذي أمسكَ بركابه جبريل، وبزمامِ البراق ميكائيل".
وفي رواية معمر عن قتادة عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به أتيَ بالبراق مُسْرَجًا، مُلجمًا، فاستَصْعَب عليه، فقال له جبريل: ما حمَلك على هذا؟ فوالله ما ركبك خلق قط أكرم على الله منه، قال: فارفض عرقًا" أخرجه الترمذي، وقال: حسن غريب، وصححه ابن حبان.
وذكر ابن إسحاق عن قتادة "أنه لما شَمَس وَضَعَ جبريلُ يده على معْرَفَتِهِ (١)، فقال: أما تَستَحي"؟ فذكر نحوه مرسلًا، لم يذكر أنسًا.
(١) من بابي قتل وضرب، شُموسًا وشماسًا: استعصى على راكبه قاله في المصباح، والمعْرَفَة بفتح فسكون ففتح- موضَع العُرْف من الطير والخيل، جمعه مَعَارف، والعُرْف-بضم فسكون-: الشعر النابت في مُحَدَّب رَقَبَةِ الدابَّة. اهـ. المصباح، والمعجم الوسيط.