للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لأن كلا من القولين يعارض الآخر، وقد ثبت أن كثيرا من المهاجرين أسلم آباؤهم وأمهاتهم، مثل أولاد العباس، وأولاد أبي بكر، وأولاد أم سلمة، وغيرهم ممن حوتهم كتب السير، فتفطن.

روى عمار رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن حذيفة بن اليمان.

وعنه ابنه محمَّد، وابن ابنه سلمة بن محمَّد على خلاف فيه، وابن عباس، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وغيرهم.

شهد بدرا والمشاهد كلها، وآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين حذيفة، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكر فيهم عمارا، وأمه سُمَيَّة.

وهو أول من بَنَى مسجدا يصلى فيه، ولما استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ائذنوا له مرحبا بالطيّب المُطَيَّب" وفي رواية استأذن على علي فقال: ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن عمارا مُلىء إيمانا إلى مشاشه" (١)، وعن ربعي (٢) بن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار" وقال الحسن: قال عمرو بن العاص، وفي رواية عثمان ابن أبي العاص قال: رجلان مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحبهما: ابن مسعود، وعمار. وتواترت الروايات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية"، روي ذلك عن عمار، وعثمان، وابن مسعود، وحذيفة، وابن عباس، في آخرين.


(١) المشاش: رؤوس العظام كالمرفقين، والكتفين، والركبتين، وقيل: رؤوس عظام لينة يمكن مضغها. اهـ مجمع البحار.
(٢) هكذا في "تت" ولعل الصواب: وعن ربعي، عن حذيفة.