قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قد ذكر الحافظ رحمه الله تعالى: فِي "الفتح" بحثًا نفيسًا يتعلّق بهذا الْحَدِيث، أحببت إيراده هنا تتميمًا للفائدة، وتكميلاً للعائدة، قَالَ رحمه الله تعالى:
وَقَدْ ورد فِي حديث أبي هريرة فِي ختم المجلس: ما أخرجه الترمذيّ فِي "الجامع"، والنسائي فِي "اليوم والليلة"، وابن حبّان فِي "صحيحه"، والطبراني فِي "الدعاء"، والحاكم فِي "المستدرك" كلهم منْ رواية حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن موسى ابن عقبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "منْ جلس فِي مجلس، وكثر فيه لغطه، فَقَالَ قبل أن يقوم منْ مجلسه ذلك: سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غُفر له ما كَانَ فِي مجلسه ذلك"، هَذَا لفظ الترمذيّ، وَقَالَ: حسن صحيح غريب، لا نعرفه منْ حديث سهيل إلا منْ هَذَا الوجه، وفي الباب عن أبي برزة، وعائشة. وَقَالَ الحاكم: هَذَا حديث صحيح، عَلَى شرط مسلم، إلا أنّ البخاريّ أعله برواية وهيب، عن موسى بن عقبة، عن سهيل، عن أبيه، عن كعب الأحبار، كذا قَالَ فِي "المستدرك"، ووهم فِي ذلك، فليس فِي هَذَا السند ذكر لوالد سهيل، ولا كعب، والصواب عن سهيل، عن عون، وكذا ذكره عَلَى الصواب فِي "علوم الْحَدِيث"، فإنه ساقه فيه منْ طريق البخاريّ، عن محمد بن سلام، عن مخلد بن يزيد، عن ابن جريج بسنده، ثم قَالَ: قَالَ البخاريّ: هَذَا حديث مليح، ولا أعلم فِي الدنيا فِي هَذَا الباب غير هَذَا الْحَدِيث، إلا أنه معلول، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا موسى بن عقبة، عن عون بن عبد الله، قولَهُ، قَالَ البخاريّ: هَذَا أولى، فإنا لا نذكر لموسى بن عقبة سماعا منْ سهيل، انتهى.
وأخرجه البيهقي فِي "المدخل" عن الحاكم بسنده المذكور، فِي "علوم الْحَدِيث" عن البخاريّ، فَقَالَ: عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، كلاهما عن حجاج بن محمد، وساق كلام البخاريّ، لكن قَالَ: لا أعلم بهذا الإسناد فِي الدنيا غير هَذَا الْحَدِيث، إلا أنه معلول. وقوله: لا أعلم بهذا الإسناد فِي الدنيا، هو المنقول عن البخاريّ، لا قوله: