للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قد تلخّص من هذه الأقوال، وأدلتِها أن الصواب مشروعية الإسراع بالجنازة، لصحة النصوص الواردة في ذلك، كما في أحاديث الباب، لكن يكون إسراعًا لا يؤدي إلى أمر محظور، من سقوط الميت، أو انفجاره، أو حصول الضرر لمن يتبع الجنازة، وبهذا يجمع بين مذهب القائلين بالإسراع، وبين من حُكِي عنهم النهي عنه، فلا اختلاف بينهم في الحقيقة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٩١١ - أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ يُونُسَ, عَنِ الزُّهْرِيِّ,, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقُولُ: «أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ, فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً, قَدَّمْتُمُوهَا (١) إِلَى الْخَيْرِ (٢) , وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ ذَلِكَ, كَانَتْ شَرًّا تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ»).

رجال هذا الإسناد: ستة، وكلهم تقدّموا قريبًا. و"سويد": هو ابن نصر. و"عبد اللَّه": هو ابن المبارك. و"يونس": هو ابن يزيد الأيلّي. و"الزهريّ": هو محمد بن مسلم. و"أبو أمامة بن سهل": هو أسعد بن سهل بن حُنيف.

والحديث متفق عليه، وقد تقدّم شرحه، وبيان مسائله في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٩١٢ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى, قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ, قَالَ: أَنْبَأَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُونُسَ (٣) , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ, وَخَرَجَ زِيَادٌ, يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ السَّرِيرِ, فَجَعَلَ رِجَالٌ, مِنْ أَهْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَمَوَالِيهِمْ, يَسْتَقْبِلُونَ السَّرِيرَ, وَيَمْشُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ, وَيَقُولُونَ: رُوَيْدًا, رُوَيْدًا, بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ, فَكَانُوا يَدِبُّونَ دَبِيبًا, حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ طَرِيقِ الْمِرْبَدِ, لَحِقَنَا أَبُو بَكْرَةَ, عَلَى بَغْلَةٍ, فَلَمَّا رَأَى الَّذِي يَصْنَعُونَ, حَمَلَ عَلَيْهِمْ بِبَغْلَتِهِ, وَأَهْوَى إِلَيْهِمْ بِالسَّوْطِ, وَقَالَ: خَلُّوا, فَوَالَّذِي أَكْرَمَ وَجْهَ أَبِي الْقَاسِمِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَإِنَّا لَنَكَادُ, نَرْمُلُ بِهَا رَمْلاً, فَانْبَسَطَ الْقَوْمُ.

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (محمد بن عبد الأعلى) الصنعانيّ البصريّ، ثقة [١٠] ٥/ ٥.

٢ - (خالد) بن الحارث الْهُجَيميّ البصريّ، ثقة ثبت [٨] ٤٢/ ٤٧.


(١) - وفي نسخة: "قرّبتموها".
(٢) - وفي نسخة: "إلى الجنة".
(٣) هكذا نسخة "المجتبى" "ابن يونس" والظاهر أنه مُصَحَّفٌ من "ابن جَوْشَن".