للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وذكر ابن السمعانى: سمعت أبا حفص عمر بن المبارك بن سهلان، سمعت الحسين بن خسرو البلخى، قال: رئى الشيخ أبو منصور الخياط فى النوم، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لى بتعليمى الصبيان فاتحة الكتاب.

قرأت على أبى حفص عمر بن حسن المزى: أخبركم إسماعيل بن عبد الرحمن الفراء أنبأنا الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد المقدسى قال: قرأت على أبى عبد الله مظفر بن أبى نصر البواب، وابنه أبى محمد عبد الله بن مظفر ببغداد، قلت لهما:

حدثكما الإمام الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر قال: كنت أسمع الفقهاء فى النظامية يقولون: فى القرآن معنى قائم بالذات، والحروف والأصوات عبارات ودلالات على الكلام القديم القائم بالذات، فحصل فى قلبى شئ من ذلك حتى صرت أقول بقولهم موافقة. وكنت إذا صليت أدعو الله تعالى أن يوفقنى لأحبّ المذاهب والاعتقادات إليه، وبقيت على ذلك مدة طويلة أقول: اللهم وفقنى لأحب المذاهب إليك وأقر بها عندك.

فلما كان فى أول ليلة من رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة رأيت فى المنام كأنى قد جئت إلى مسجد الشيخ أبى منصور الخياط، والناس على الباب مجتمعون، وهم يقولون: إن النبى صلّى الله عليه وسلم عند الشيخ أبى منصور، فدخلت المسجد، وقصدت إلى الزاوية التى كان يجلس فيها الشيخ أبو منصور، فرأيته قد خرج من زاويته، وجلس بين يدى شخص، فما رأيت شخصا أحسن منه على نعت النبيّ صلّى الله عليه وسلم الذى وصف لنا. وعليه ثياب ما رأيت أشد بياضا منها، وعلى رأسه عمامة بيضاء. والشيخ أبو منصور مقبل عليه بوجهه، فدخلت فسلمت، فردّ علىّ السلام، ولم أتحقق من الرادّ علىّ؛ لدهشتى برؤية النبىّ صلّى الله عليه وسلم. وجلست بين أيديهما، فالتفت إلى النبى صلّى الله عليه وسلم من غير أن أسأله عن شئ، أو أستفتحه بكلام أصلا، وقال لى: عليك بمذهب هذا الشيخ. عليك بمذهب هذا الشيخ. عليك بمذهب هذا الشيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>